ما بين الشغف والدقة والإبداع، تجسد لوحات ورسومات وأعمال نحت وجرافيك وخزف، بانورما مصغرة للفن التشكيلي العربي من المحيط إلى الخليج، في معرض مختارات عربية المستمر في عرض مقتنيات مئات الفنانين في العاصمة المصرية القاهرة لمدة 30 يوما.
وتنقل هذه الأعمال والمقتنيات لكبار الفنانين التشكيلين، الحياة في كل دولة عربية ما بين رسم ونحت وجرافيك وغيرها، وتجسد البيئة المصرية والسعودية والكويتية والعراقية وغيرها من الدول المشاركة في المعرض.
ويضم المعرض نحو 350 عملا تشكيليا لنحو 200 فنان من 10 دول هي مصر والسودان والسعودية والعراق ولبنان وسوريا والكويت والمغرب واليمن وتونس، وتستمر فعالياته لمدة شهر كامل بحضور عدد من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب والشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية وأساتذة الجامعات في المهندسين بمصر.
ويضم المعرض أعمالا فنية في مجالات الرسم والتصوير والنحت والخزف والجرافيك، ويعد بانوراما مصغرة للفن التشكيلي العربي من المحيط إلي الخليج حيث يضم فنانين متميزين بالعالم العربي خاصة الشباب.
وقال الناقد التشكيلي هشام قنديل إن فكرة إقامة معرض مختارات عربية في مصر هي امتداد للفكرة التي بدأت بآتيلييه جدة للفنون الجميلة في المملكة العربية السعودية قبل 15 عاما، مشيرا إلى أن المعرض يضم مختارات فنية لنخبة من الفنانين العرب في مجالات مختلفة مثل الفناني التشكيلي المصري فرغلي عبد الحفيظ و ومقتنيات لفنانين رحلوا عن عالمنا مثل النحات والرسام مصري آدم حنين، ورواد الفنانين التشكيليين عبد المنعم مطاوع وسيد القماش وعبد الحميد حمدي وأحمد نبيل سليمان وغيرهم.
وأوضح قنديل لـ “ارتيسيتا”، أن المعرض ليس مقتصرا على التصوير لكن أيضا يحتوي على أعمال فنية أخرى كالخزف والجرافيك والنحت الحاضر بقوة، مؤكدا أن جميع الأعمال مختارة بدقة وكل عمل يجسد الحياة في بيئة الفنان.
وتتنوع الأعمال الفنية ما بين الفن والحياة والطبيعة، فهناك لوحة للفنانة أم كلثوم وأخرى للحارة الشعبية و “التكاتك” في مصر، وأخرى تُجسد الحياة في المملكة العربية السعودية الاجتماعية والدينية والمقدسات، وثالثة تسيطر عليها طابع العروبة لفناني العراق وما فيها من تقديس للهوية العربية، ولوحات وأعمال نحت وخزف وغيرها من الكويت والسودان ولبنان وسوريا وغيرهم.
فيما أشار الفنان التشكيلي المصري عز الدين نجيب إلى أن الأعمال المشاركة تتميز بالخصوصية الفنية وتعكس مهارات ومواهب حقيقية لأصحابها الذين أتوا بها من مجتمعات عربية شتى، موضحا أنه حدث كبير في الحياة الثقافية في مصر.
وأضاف نجيب، الذي افتتح المعرض، أن المعرض حدثا كبيرا ليس فقط لأنه يضم أعمال 200 فنان عربي و350 عمل فني ولكن الأهم منذ ذلك يأتي في وقت لمد جسور التعاون والتواصل مع الحركات الفنية في العالم العربي ويُخاطب الجماهير العريضة من كل قطاعات الفن، وفاتح شهية للتقدم خطوات أخرى للإمام بعد نجاحه.
وأشار الفنان التشكيلي المصري إلى أن المعرض يضم العديد من الأساليب والمدارس الفنية لكن ما يجمعها هو تلمسها للهوية المصرية والعربية والبيئة والتراث الشعبي، وسيطرة الفكرة كمصير الإنسان في ظل الصراعات الدولية والمخاطر الذي تتهدد الإنسان.
ويجمع المعرض حسب نجيب العديد من المدارس الفنية كالواقعية والسريالية والتجريبية، لكنه خلى من اتجاهات المفاهيمية وما بعد الحداثة المستوردة من الثقافة الأوروبية والغربية.